اسأل نفسك قبل أن تسأل الناس من حولك؛ لماذا يزداد الناس فقرا فى مصر رغم كل تلك المشروعات التى لاتعد ولاتحصى من طرق وكبارى وزراعة وصناعة ومدن جديدة وعاصمة إدارية جديدة ومشروعات سياحية عملاقة؛ فى العلمين الجديدة وهضبة الجلالة؛ وقناة سويس جديدة وأراضى زراعية بالمليون ونصف المليون فدان؛ ولماذا يزداد الناس فقرا وكل المؤشرات المحلية والدولية تقولك إننا على الطريق الصحيح؛ وإن بكرة أحلى من النهاردة؟! السبب أننا ياسادة بدأنا الحكاية بالعكس، بالحجر قبل أن نبدأ بالبشر؛ فكيف يستوى الأمر لبشر مازال يعانى من طريق فى شارعه ملىء بالحفر والمطبات؛ وتتركه لتبنى هناك فى الصحراء، وتعبد طريقا فى الصحراوى او الزراعى رغم أهميته؟! وكيف تطالب إنسانا بالصبر وهو صابر لعقود ويسمع نفس الكلام من زماااان؟ وكيف ترفع الحد الأقصى لناس يتقاضون بعشرات الآلاف، وتترك أناس نهبا للحد الأدنى الذى لايغنى من جوع؟! وكيف تبنى جامعا وكنيسة فى الصحراء، مع إن اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع والكنيسة معا؟ وكيف تبنى مدنا ذكية والمدن القديمة مازالت تعانى من غباء التخطيط ونقص الخدمات؟! وكيف تصدر أرقاما صامتة طوال الوقت عن تحسن الاقتصاد؛ والأوضاع على الأرض تزداد سوءا والفقر فى تصاعد؟!.
هناك ياسادة فقه اسمه فقه الأولويات: يعنى لا آخذ من الفقراء ولا أزود أسعارا؛ إلا بعد أن أغنيهم وأشعرهم بالأمان؛ فى دخلهم ومستقبل أبنائهم وحياتهم ومعاناتهم اليومية؛ مع العيشة واللى عايشينها، ومع كفاحهم ونضالهم اليومى مع أتوبيس أو مترو أو قطار سكة حديد! ومع حسبة برمة فى تسديد فواتير الكهرباء والغاز والمية والذى منه؛ ناهيك عن مرض طفل او ولادة حامل أو مصاريف دفن ميت؟.
شعبنا فقير ياسادة، والأرقام مابتكدبش ومطالبه متواضعة جدا؛ فلا تتعالوا عليه بمقولات من عينة "احنا فقرا أوى" أو "احنا شبه دولة"؛ تواضعوا فالتواضع سمة الكبار وتقربوا للناس أكتر؛ خاصة الفقراء منهم وهم كثر؛ فالفقراء عيال الله، ولاحول ولاقوة إلا بالله !
--------------------
بقلم: خالد حمزة
